الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً }

{ يتخافتون بينهم } يخفون أصواتهم لهول المطلع، والجملة حال ثانية { إن لبثْتم } فى قبوركم، أو فى الدنيا أو فيهما، أو ما غبتم عن هذا الوقت { إلاَّ عشْراً } أى عشر ليال، والمراد بالليالي الأيام بلياليها، وهذا أولى من أن يقال حذف تاء عدد المذكر على القلة، أو على لغة للفاصلة، حكى الكسائى صمنا من الشهر خمساً وفى الحديث: " ثم أتبعه بست من شوال " ويدل لإرادة الأيام قوله:إن لبثتم إلاَّ يوماً } [طه: 104] استقصروا مدة اللبث فى القبور ندما على قولهم: إنكم لا تبعثون، وقيل:أرادوا اللبث فى الدنيا اسقصاراً بالنظر الى أبد الآخرة وتأسفاً عن إضاعة أيام الدنيا فى الشهوات والمعاصى، ولا يبحث أنهم فى شغل عن ذلك، لأنهم لم يذكروا أيام الدنيا شوقاً إليها، بل من حيث إنها أورثتُهم الهلاك الحاضر الذى لو لم يضيعوها لنجوا منه، وأيام اللذة قصيرة، وأيام الشدة طويلة.

وعن ابن عباس: عنوا أربعين عاماً يرفع عنهم العذاب فيها، بين نفخة الموت، ونفخة البعث، والجملة صحيحة بيتخافتون لأن معناه: يقولون فى شر وإن قدرنا القول أى يتخافتون قائلين: { إن لبثتم إلا عشراً } احتمل أنهم يقولون غير هذا أيضا فى تخافت.