الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }

{ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ } بأن قال إنى عدو له أو بمخالفته { وَمَلَـٰئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكـَٰلَ } خصهما بالذكر، لأن الكلام فى عدواتهم جبريل، ومصادقتهم لميكائيل، فصرح لهم بأن ميكائيل قد عادوه أيضاً لمخالفتهم جبريل وما نزل به من الوحى، ولأن جبريل يجىء بالوحى الذى هو حياة القلوب، وميكائيل يجىء بالأرزاق التى هى حياة الأبدان، ولأنهم قالوا بين جبريل وميكائيل عداوة، ورواية أن عمر رضى الله عنه نطق بهذه الآية قبل نزولها ضعيفة، وجبريل أفضل الملائكة، لأنه رسول الله إلى الأنبياء بالكتب والدين، ولأنه ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته، ويحبهم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: جبريل أفضل الملائكة { فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكـَٰفِرِينَ } أى لليهود لكفرهم، ولهذا لم يقل عدو لهم، وهكذا أمثاله فى سائر القرآن، ولو لم أنبه عليه، من وضع الظاهر موضع المضمر، لأن تعليق الحكم الشتق يؤذن بكونه علة للحكم.

والآية دلت أن من عادى ملكا كجبريل فقد عادى الآخرين أيضاً، كميكائيل، وقد جمع الملائكة جميعاً والرسل ليفيد أن من عادى واحداً من جميع الملائكة فقد عادى الآخر، ومن عادى واحداً من الأنبياء كمحمد صلى الله عليه وسلم فقد عادى الأنبياء كلهم عليهم السلام. وأما ما روى، أن عبدالله بن سلام قال: أسألك عن ثلاثة لا يعلمن إلا نبى: أول أشراط الساعة، وأول طعام يأكله أهل الجنة، وما ينزع الولد لأبيه أو أمه؟ فقال: أتاني بهن جبريل آنفا، فقال: هو عدو اليهود، فقد نزلت قبله ولكن قرأها عليه.