الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }

{ فَوَيْلٌ } هلاك، أو واد فى جهنم، لو وقع فيه جبل لذاب وسال، أو واد فى جهنم يهودى فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ قعره، كما ذكرته فى وفاء الضمانة { لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَٰبَ بِأَيْدِيهِمْ } ذكر الأيدى مع أن الكتابة لا تقع إلا باليد تأكيدا لقبح فعلهم، كما أكد فى قوله تعالىيطير بجناحيه } يقولون بأفواههم } [آل عمران: 167] وأيضاً قد يقال، كتب فلان وهو لم يكتب بيده، بل كتب له غيره، ووجه آخر معناه، نفى أن يكتبه كاتب قبلهم، فهو مختلف من عند أنفسهم { ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا } أى هذا الكتاب { مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ } يستبدلوا { ثَمَناً } ما به الشراء، أو الشراء على ظاهره، والثمن المثمن، أى مثمناً { قَلِيلاً } بالنسبة إلى ما باعوا من دينهم ومن الجنة، خاف رؤساء اليهود على زوال ملكهم حين قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة، فبدلوا صفة النبى صلى الله عليه وسلم بضدها إثباتا لرياستهم، ولما يعطيهم سفلتهم وعامتهم { فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ } أى كسبته { أَيْدِيهِمْ } أو من كتابة أيديهم { وَوَيْلٌ لَهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } من سائر شركهم وبدعهم وكبائرهم وصغائرهم، ومن كبائرهم أخذ الرشا، وهم أربع فرق: محرفون: ومنافقون، ومانعون من إظهار الحق، وجاهلون مقلدون.