الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ } يوم القيامة أو يوم الموت، لأن الموت القيامة الصغرى وأول ملاقاة الجزاء بالثواب والعقاب، والنظر من قبره إلى منزله، والجنة والنار { ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } جزاء ما عملت من شر كعدم إنظار المعسر، أو خير بإنظاره وكالتصدق عليه، وفى الحديث، من أنظر معسراً، أو وضع عنه، أى كلا أو بعضاً، أظله الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، رواه مسلم، وثم للتراخى فى الزمان، لأن التوفية فى الجنة والنار، سواء فسرنا اليوم بيوم الموت أو القيامة، ويجوز أن تكون للتراخى فى الرتبة، إذا فسرناه بيوم الموت لأن ما يلقى فى الجنة أو النار أعظم مما فى القبر { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بنقص الثواب فى جنب السعداء، ولا بزيادة عذاب فى جنب الأشقياء، وأما مضاعفة الثواب فمن حقهم، استحقوها بأعمالهم، ونفس الخلود بالنبات، لأن نية الشقى الاستمرار على المعاصى، منافقاً أو مشركا، وفى كتب الحديث عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن هذه الآية آخر آية نزل بها جبريل عليه السلام، نزل بها، وقال: ضعها فى رأس المائتين والثمانين من البقرى أو هو الصحيح، وقيل: المراد آخر آية نزلت فى البيوع كما أخرجه البيهقى، وعاش صلى الله عليه وسلم بعدها واحداً وعشرين يوماً، وهو المختار، لأنه عاش بعد قوله تعالى:اليوم أكملت لكم دينكم } [المائدة: 3] واحداً وثمانين يوماً، فضعف قول من قال، عاش بعد قوله تعالى: { واتقوا يوماً } الآية واحداً وثمانين، وقول من قال تسعة أيام، وقول من قال سبعة أيام؛ وقول من قال ثلاث ساعات فآخر المائتين وإحدى والثمانين لا يظلمون، وآخر التى بعدها عليم، وآخر الأخرى عليم؛ وأخرى قدير، والأخرى مصير، والأخرى، فانصرنا على القوم الكافرين، والسورة مائتان وست وثمانون آية.