الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ } كما جاء عبدالرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: كان عندى ثمانية آلاف درهم فأمسكت لنفسى ولعيالى أربعة آلاف، وأخرجت لربى عز وجل أربعة آلاف. فقال صلى الله عليه وسلم: " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أنفقت، قال قومنا: فنزلت الآية فى ذلك " ، رواه الترمذى، وفى عثمان، إذ جهز جيش العسرة بألف بعير، وصب ألف دينار فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ولا أصل أصل لذلك فى كتب الحديث كما نص عليه بعض الحنفية، قال صلى الله عليه وسلم: " من أرسل بنفقة فى سبيل الله وأقام فى بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم، ومن غزا وأنفق فله سبعمائة ألف درهم " ، ثم تلا هذه الآية، وذكروا أن الإنفاق فى غير الجهاد بعشرة، وقيل الآية فى النفقة لوجه الله ولو فى غير الجهاد { ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنْفَقُواْ مَنًّا } على المنفق عليه { وَلآ أذًى } له، وثم هنا بمعنى الواو، أو لترتيب الرتبة، بمعنى أن رتبة عدم المن والأذى عالية، وأعظم من رتبة الإنفاق، أو لترتيب الزمان، بناء على أن المن والأذى متراخيان عن الإنفاق غالبا، والمن استعظام النعمة والترفع بها على من أنعم عليه، أو استعظامها والتخجيل بها، ولا بأس بذكرها ترغيبا للشكر بلا تخجيل ولا ترفع. وفى الأثر جواز للدوالدين والمعلم والإمام العدل، والأذى التكبر عليه أو تعبيره بالحاجة، وأنى عبرت حالك بإحسانى، أو التعبس عليه والدعاء عليه، والمن نوع من الأذى { لَّهُمْ أَجْرُهُمْ } مضاعفا إلى سبعمائة فصاعداً، { عِنْدَ رَبِّهِمْ } على الإنفاق { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فى الآخرة { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } فيها.