الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

{ ذَلِكَ الْكِتَٰبُ } القرآن، الشبيه في علو شأنه بالعالى حسا كالعرش، وأصل الإشارة أن تكون إلى محسوس، فإذا أشير إلى غير محسوس لاستحملة إحساسه، مثل، { ذلكم الله ربكم } ، أو لعدم حضوره نحو، { تلك الجنة } ، فلتحققه كالمشاهد، وعبارة البد للتعظيم، ولأن كل ما انقضى، أو ليس في يدى فهو بعيد { لاَ رَيْبَ فِيهِ } ليس أهلا لأن يشك فيه عاقل، لظهور براهينه. ومن شك فيه، أو من الله، فلقصور نظره، أو عدم استعمال عقله. قيل ولا ريب فيه عند الله والمؤمنين والنبى، ويضعف أن يكون المعنى، لا تشكوا فيه، لما علمت من ضعف مجىء الجملة الاسمية للإنشاء، { هُدًى } من الشرك والمعاصى { لِلْمُتَّقِينَ } الذين قضى الله أن يرجعوا إلى التوحيد والعبادة، وترك المعاصى، والحذر منها، ومن العقاب عليها، أو ذلك ثابت لهم أو زيادة، أو أراد للمتقين وغيرهم، فحذف، وهذا ضعيف، أو خصهم، لأنهم الفائزون، كقوله تعالى:إِنما أنت مُنذر مَن يَخْشَٰهَا } [النازعات: 45] وهذا على الحذف، والتقوى تقوى الشرك، وهى تقوى العوام، ولا تنفع فى الآخرة بلا أداء فرض، واجتناب فسق.

وتقوى الخواص، وهى تقوى الشرك والمعاصى مع أداء الوجب والسنن المؤكدة.

وتقوى خواص الخواص، وهى تقوى ما يشغل عن الله، عز وجل، ويسميه بعض العلماء ورع الصديقين، وهدى خبر ثان لذلك، أو لا ريب محذوف الخبر، وفيه خبر لهدى.