الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }

{ وَإِذَاْ قِيلَ لَهُمْ } للناس وهم كفار { اتَّبِعُواْ مَآ أَنْزَلَ اللهُ } فى القرآن، وفى العقول من الحجج العقلية من التوحيد وتحليل السائبة ونحوها { قَالُواْ } لا نتبع ما تزعمون أنه من الله { بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا } وجدنا { عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا } من عبادة الأصنام وتحريم السوائب، ويبعد أن يكون الضمير لليهود الذين دعاهم صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وأن ما أنزل الله هو التوراة والإنجيل والقرآن، لأن الثلاثة تدعو إلى الإسلام، ولو روى أنها نزلت فى طائفة منهم دعاهم، فقالوا نتبع ما عليه آباؤنا، لأنهم أعلم منا، وإنما قلت يبعد ذلك لأن الآيات والضمائر قبل ذلك فى غيرهم، وعلى هذه الرواية لو صحت يكون المراد بما ألفينا عليه آباءنا، وجدوا عليه أسلافهم من اليهود، مما يخالف الحق ألبتة، أو كان حقاً، ونسخه القرآن، وقي الضمير عائد إلى من يتخذ، أو إلى ما يفهم من أن الذين يكتمون أو إلى المشركين، ولا يلزم من النزويل فى قوم رد الضمير إليهم، والغيبة بعد الخطاب وتلويح بأنهم ليسوا من أهل الخطاب، فصرف عنهم إلى أهله بإخبار أهله عنهم { أَوَ لَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ } زيادة فى كلامهم على طريق الاستفهام التوبيخى، والهمزة، مما بعد الواو، أو مستأنف توبيخ، أى أيتبعون آباهم ولو كان آباؤهم { لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً } من أمور الدين التى خالفوها وأمروا باتباعها { وَلاَ يَهْتَدُونَ } إلى الحق.