الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

{ الَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ } ما، فى بدن أو عرض أو مال أو أهل، أو من يعز عليه ولو شوكة، أو بعوضة أو ذبابة. " طفىء مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل، أمصيبة هى؟ قال: نعم، كل شىء يؤذى المؤمن فهو له مصيبة " { قَالُواْ } إذعاناً واستسلاماً ورضى وتفويضا بالقلب واللسان أو بالقلب لا باللسان وحده { إِنَّ لِلَّهِ } خلقا وعبودية وملكا، يفعل بنا ما يشاء، إذ لا نملك شيئاً من أنفسنا مع الله، كيف نملك ذلك وقد أوجدنا من العدم، ولا نملك فى العدم شيئاً { وَإِنَّا إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ } فى الآخرة، فيثيبنا، ولا نملك وجوداً ولا عدماً، وما أخذ فعارية مردودة لمالكها، وما أبقى أكثر.

قال صلى الله عليه وسلم " من استرجع عند المصيبة آجره الله فيها وأخلف عليه خيرا " ، وقد يسترجع الإنسان بلسان فقط إلا أنه غير ساخط فوالله إن شاء الله لا يخلو من خير، ألا تراه رجع إلى ذكر الله، لا على قول سوء، بل لا يكون ذلك إلا وفى قبله حضور ما، ولو لم يعلم به.

وفى الحديث: " ما أعطى الاسترجاعَ أحد قبل أمتى، ألا ترى إلى قول يعقوب: يا أسفى على يوسف " ، ويسنّ أن يقال بعد المصيبة: اللهم آجرني فى مصيبتى وأخلفنى خيراً منها، قال صلى الله عليه وسلم: " لا يقول أحدكم ذلك إلا آجره فيها، وأخلفه خيراً منها " ، قالته أم سلمة لما مات أبو سلمة زوجها، فأخلفها الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.