الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

{ يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُواْ } على الشكر والذكر وسائر العبادات وترك المبالاة بعناد المعاندين، أو على نيل درجات الآخرة، والنقص من هول الموت، وما بعده من القبر والحشر وهول الدنيا { بِالصَّبْرِ } على البلاء ومشقة العبادة، وعن المعاصى وحظوظ النفس { وَالصَّلَٰوةِ } خصها من سائر الطاعات لعظم شأنها، لأنها أفضل العبادات بعد التوحيد، وأمها، ومعراج المؤمنين، ومناجاة الرب، ولتكررها، وهى الأصل الموجب لكمال التقرب { إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّٰبِرِينَ } بالعون والنصر، وذلك تعليل جملى، متعلق بالاستعانة بالصبر، لأنه المحتاج للتعليل، وأما الصلاة فحيث كانت أجل المطالب لم يفتقر الأمر بالاستعانة بها إلى العليل، كذا قيل مستأنسا له بقوله صلى الله عليه وسلم: " جعلت قرة عيني في الصلاة " ، ويجوز أن يكون تعليلا للاستعانة بهما على الحذف، أى أن الله مع الصابرين والمصلين، قيل: أو للاستعانة بالصلاة فهما، وبالصبر تصريحا، فإنه إذا كان مع الصابرين فأولى أن يكون مع المصلين، لاشتمالها على الصبر، وفيه، أن الصبر أشد، وشامل للصبر على الصلاة وغيرها.