الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً }

{ ثمَّ لننْزعنَّ } لنخرجن كقوله تعالى:ونزع يده } [الشعراء: 33] أو لننزعن الأشد فالأشد، كقولهم: نزعت السهم عن القوس أى رميته { مِن كلِّ شِيعةٍ } جماعة تشايعت على الباطل، أى تعاونت أو شاعت فى الباطل، أو شاعت دينا مطلقا المؤمن والكافر { أيُّهم } مبنى وهو موصول { أشد } أى هو أشد { على الرَّحمن } أى على عباد الرحمن، أو على دين الرحمن عز وجل، على حذف مضاف بأن يشبه مخالفتهم لدين الله بمخالفة مبطل لمحق، متعلق بأشد أو بقوله { عتياً } فساداً بتعاصيهم عن الحق، كما قال الجمهور.

وعن ابن عباس: جرأة، وعن مجاهد كفراً وقيل: افتراء بلغة تميم، وكل من الجرأة والكفر والافتراء عصيان، وأصله عتوًا وفيه ما مر في جثياً إلا أنه مصدر، وهو تمييز ولا حاجة إلى دعوى أنه جمع عات، وأن المعنى يظهر أيهم أشد رجالا عاتياً عتاتهم أشد من عتاة غيرهم، فإذا جمع العتاة على قدر اختلافهم فى شدة العتو، طرحوا فى النار على تربتهم، ولا يخلو الموحدون من أن يكون فى بعضهم شدة العتو، وأشديته.