الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }

{ وكلاًّ } من إسحاق ويعقوب أو منهما ومن إبراهيم، وعليه لا يظهر أن إبراهيم نبى قبل الاعتزال، وقدم كلا للفاصلة، وهو مفعول أول للحصر إنما جعلنا نبياً كلا منهما أو منهم لا بعضاً فقط { جَعلْنا نبياً } ويدل على إرادة إبراهيم فى كلها ضمير الجمع فى قوله:

{ ووَهبْنا لَهُم مِن رحمتِنا } إذ لم يقل لهما لكن لا مانع من إرادته بلا إدخال فى كلا، لأن المقام له عليه السلام، والرحمة هنا المال والأولاد، والصحف ولك خير دينى أو دنيوى وحذف مفعول وهب للعمول والكثرة أى وهبنا لهم شيئاً كثيراً من رحمتنا، أو وهبنا لهم المال والأولاد الخ من جملة رحمتنا الواسعة، وعن الحسن النبوءة، وعليه فإنما أعاد ذكرها بعد قوله نبياً ليبين أنها من الرحمة به، الموهوبة المخصوص بها من يشاء.

{ وجَعَلنا لهُم لسان صدق علياً } أى ذكراً شريفاً بخير، عبر عنه بآلته وهو اللسان، كما يعبر باليد عن العطية، لأن اليد آلهتا، وأضاف الصدق، ونعته بعلياً تعظيماً لما يمدحون فى الأقاليم والأعصار المتطاولة، وفى جميع الدول والملل، كأنه نار على علم، ولا يفسر بقوله صلى الله عليه وسلم كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم فقط، وفى ذلك إجابة لقوله:واجعل لى لسان صدق فى الآخرين } [الشعراء: 84].