الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ ٱلأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر } الهاء للظالمين المذكورين أو للناس الكفار لقوله: { وهم لا يؤمنون } على أن الظالمين ليسوا من ذكر قبل، بل عام وعلى عمومه صح الاستدراك لدخول من ذكر فيه دخولا أولياً، ويوم الحسْرة يوم القيامة، يتحسر فيه المسىء لإساءته والمحسن لعدم زيادة الإحسان كما هو حديث مرفوع، ويتحسر الكفار على منازلهم فى الجنة، ضيعوها للمؤمنين، وحين يقال لهم:اخسئوا فيها ولا تكلمون } [المؤمنون: 108] وحين يقال:وامتازوا اليوم أيها المجرمون } [يس: 59] وحين إذ ترزت النار، ورمت بشررها، وحين يأخذون كتبهم بشمائلهم، وحين يظهر الموت لهم فى صورة كبش أملح فينادى أهل الجنة وأهل النار، فيعرفونه فيذبح وهم ينظرون، وينادى ملك: يا أهل الجنة ويا أهل النار خلود لا موت، كما رواه البخارى ومسلم والترمذى عن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا تمثيل لا تحقيق، لأن الموت عرض لا جسم، وقد يقال الله قادر أن يخلق من العرض جسماً كما يخلق شيئا من شىء، وشيئا لا من شىء.

قال أبو سعيد الخدرى: لو أن أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة من الفرح بذبح الموت، ولو أن أحداً مات حزناً لمات أهل النار من الحزن بذبحه، وقيل الحسرة يوم الموت، وإذ قضى الأمر بدل من يوم الحسرة: أو متعلق بالحسرة، وقضاء الأمر إظهار شأن الشقاوة والسعادة، ويضعف تفسيره بسد باب التوبة.

{ وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون } الجملة الأولى حال من المستتر فى قوله:فى ضلال } [يس: 24] أو من هاء أنذرهملتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون } [يس: 6] أو معطوفة على قوله:الظالمون اليوم فى ضلال } [مريم: 38] والثانية معطوفة على الأولى، أو حال من المستتر فى قوله فى غفلة.