الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً }

{ قالَت أنَّى يكُون لى غلام ولمْ يمْسَسنى بشَرٌ } فى حلال، والجملة حال { ولم أكُ بغياً } زانية يمسنى بشر فى حرام، فأحمل منه واقتصر فى سورة آل عمران على لم يمسسنى بشر، فحمل فيها على الحلال والحرام إجمالا، والتفصيل هنا للإجمال هنالك، وأجمعت هنالك لعلمها أنهم ملائكة. وهنا تخوفت من البشر السوى، ويجوز أن يكون المس هنا أيضا شاملاً للحلال والحرام، فيكون: " لم أكُ بغياً " تأكيداً بعطف خاص على عام، وذلك من غاية استبعادها للولادة، حتى قالت ذلك بعد قوله: { لأهب } إلخ ولم يقل بغية، لأن وزنه فعول بمعنى فاعل، وما كذلك لا يؤنث تقول: امرأة ضروب، كما تقول رجل ضروب، وأصله بغوى يفتح الموحدة، وضم الغين وإسكان الواو، اجتمعت الواو والياء، وسكن السابق منهما، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء فى الياء، وكسرت الغين لتسلم الياء، ولم يقل بغو بقلب الياء واو كنهو فى نهوى، لأن نهو شاذ.

وقيل: وزنه فعيل بمعنى فاعل، ولم تلحقه التاء حملا على فعول، لأن كلاً للمبالغة، والمعنى أنها تبقى الرجال للزنى، نفت رضى الله عنها ذلك عن نفسها، وقيل: للمبالغة كطالق وحائض وما كذلك لا يجب تأنيثه، أو لم تلحقه لاختصاصه بالمؤنث كالمثالين، والرجل باغ، وقيل: فعيل بمعنى مفعول أو ما كذلك لا تلحقه التاء إذ ذكر فى اللفظ ما دل على المؤنث كامرأة كحيل، ومعنى مفعول أنه يبقيها الرجل للزنى، نفت رضى الله عنها ذلك عن نفسها.