الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }

{ فَمَا اسْطَاعُوا } ما استطاعوا فحذفت التاء تخفيفا عن ملاقاة متقاربين.

{ أَنْ يَظْهَرُوهُ } أى أن يعلوه لملاسته ولعلوه مائتى ذراع أو ألفا وثمانمائة ذراع { وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } لصلابته وتغلظه، حتى قيل: إنه قدر خمسين ذراعًا، وأساسه بلغ الماء ومن صفاته ما قيل: إن امتداده على الأرض مائة فرسخ، وتمام ذلك الغلظ والطول، وسلامة النافخين والعاملين مع ذلك مع كثرة النار وتقاربها بالقدرة الإلهية، أو بآلات يسرت له لا يتفطن لها اليوم، كما نرى الآن أعمالا عجيبة لا طاقة لنا بها، وله حال من نقبا أو مفعول به لنقبا بلام التقوية، قدم للفاصلة، ثبت التاء لأن النقب أشد من الظهور، ولأنه يتكرر بخلاف الظهور، فإنه يُيأس منه بلا تجريب، والله أعلم.

ولعل وراء الجبلين بحراً ولا سفن لهم، أو الجبلان أملسان طويلان لا ينقبان، ولا يظهران كالسد، ويروى أنهم ينقبون كل يوم منه، فيجدونه صبحًا مردوداً فيه إِلا قليلاً يبقى، وإذا حضر الأجل للخروج ألقى الله على لسان أحدهم: إن شاء الله تعالى نفذناه، فيجدونه غير مردود فينفذونه فيخرجون.