الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً }

{ قَالَ } موسى { سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا } على ما أرى منك مخالفا لمعتادى، ولا أتعرض لك { وَلاَ أَعْصِى لَكَ أَمْرًا } عطف على صابراً، لأن المعنى ستجدنى صابراً، وتجدنى لا أعصى لك أمراً، وعلى ستجدنى إلخ، فالمعنى: قال: ستجدنى إلخ، وقال لا أعصى لك أمراً، ولا تنسحب عليه المشيئة فى هذا الوجه، وعلى كل يكون لك حالا من أمر، والأول أولى، لأنه أوثق لقلب الخضر، ولأن المشيئة مسلطة فيه على الصبر، وعدم العصيان، فلذلك قدمها على صابراً ولم يعقبه بها، إذ لو أَعقبها به لتوهم أنها مسلطة على الصبر فقط، ولا يخفى أن المشيئة تقييد، فلو شاء الله لم يصبر وعصى لا ترك، إِذ هو فى الآية غير متبادر نمه، ولا يلزم الكذب على التقييد لأن المعنى إن شاء الله صبرت ولم أعص لك أمراً، وإن شاء الله لم أصبر وأعصى بلا عمد بل نسيانا.

وليس كما قيل إن الثانية والثالثة عمد فإنه خطأ حاشاه، بل غاب عليه حال الظاهر، فكان ينسى، والنسيان فى الأخيرتين عند بعض.

وقال ابن حجر: الأولى نسيان، والثانية شرط، والثالثة عمد، وقيل: الثانية عمد، والثالثة فراق.

والحق أن الكل نسيان، والمراد بالأمر واحد الأمور، أو طلب الفعل وطلب الترك. فشمل النهى لأنه طلب الترك.