الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً }

{ وَدَخَلَ } مع صاحبه المؤمن آخذا بيده ليريه بهجة الجنة وحُسنها، ويدل لدخوله معه إشارة الحضور فى قوله: هذه، وهو الطالب لدخول الصاحب.

{ جَنَّتَهُ } حقيقة الجنة، لتشمل الجنتين، أو الإضافة للاستغراق، أو أفرد لاتصال الجنتين، فكأَنهما واحدة، أو تكلم على التى دخل أولا، ويدخل به بعد ذلك الأخرى، فنعلمه بالقياس، أو أفرد على معنى أن لصاحبه المسلم، ومثله جنة الأخرى، ولذلك الكافر جنته فى الدنيا وهى الجنتان لا جنة له فى الآخرة، ولا يأبى عن هذا أنه دخل كما قيل، لأن المعنى دخل فيما هو عوض عن حظه فى جنة الآخرة، وعلى هذا فالعهد المفاد بالإضافة معتبر بعلم الله جنة الآخرة.

{ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } بشركه وعجبه الذى أفضى به إلى السوء، وفسر هذا الظلم بقوله: { قَالَ مَا أظُنُّ أَنْ تَبِيدَ } تنقطع { هذِهِ أَبَدًا } إِلى قوله:منقلبًا } [الكهف: 36] أداه عجبه ومبالغته فيه إِلى أن ذهب حسه عما شاهده من فناء الشجر وغيره، فلم يظن أن تبيد، وظن أن تدوم أبداً، ويحتمل أن يريد بالأبد مدة حياته، أو مع حياة أولاده بعده، إِن حيوا بعده، والإشارة إلى الجنة المذكورة بأوجهها آنفاً، وقيل: الإشارة إلى السماوات والأرض، وأنواع الخلق، أو إلى الدنيا.