الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } * { وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً }

{ سَيَقُولُونَ } الواو هنا وفى الموضعين بعد الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أى سيقول بعضهم: كذا، ويقول بعضهم: كذا، وقيل اليهود الخائضين فيهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: الأولان لنصارى نجران، والثالث للمؤمنين، ونجران قرية للنصارى بين الشام واليمن والحجاز، كذا قيل، وفيه قصور لتباعد ما بين تلك المواضع، قيل سيقولون لك يا محمد، يخبرونك إِذا سألتهم وذلك أن نصارى نجران عرب وقيل الأول لليهود، والثانى للنصارى، والثالث للمؤمنين، وقيل الواوات لمن فى زمان بعثهم وبعده، لا فى زمانه صلى الله عليه وسلم، فالاستقبال بالسين لاعتبار ما قبل قولهم، أو السين للتأكيد.

{ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } أى أصحاب الكهف ثلاثة رجال معهم كلب لأحدهم، أو للراعى أو تملكوا كلبًا وصحبوه، وقدر بعض ثلاثة أشخاص، واختير لقوله: { رابعهم كلبهم } لأن الكلب غير رجل، بل شخص، ولا يلزم ذلك لجواز استصحاب غير الجنس كأنه قال: ثلاثة رجال يربعهم كلب، ولا سيما أنه لأجل صحبتهم المباركة، يعد كأحدهم ففيه إِغراء على صحبة الأخيار، ولا يضرنا أنه تخيل شعرى، لأن له داعى الإغراء ويقال لذلك الذى بعثهم الله فى زمانه نصرانى مؤمن، يقول: عيسى رسول الله لا إله ولا ابن إله لما جاء إليه تمليخا وتكلم معه وأخبره، قال هو ومن معه: إن آباءنا أخبرونا أن فتية فروا بدينهم من دقيانوس، فلعلهم هؤلاء فانطلقوا إليهم وتبعهم أهل المدينة مؤمنهم وكافرهم.

ومن ذلك تدعى النصارى أن أصحاب الكهف منهم، فقال السيد من نصارى نجران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة رابعهم كلبهم، وهو يعقوبى ونسب هذا القول لليهود، ويقال: وفد نصارى نجران على النبى صلى الله عليه وسلم، فجرى ذكر أصحاب الكهف، فقال اليعقوبية من النصارى: ثلاثة رابعهم كلبهم، وقال النسطورية منهم: خمسة سادسهم كلبهم، وقال المؤمنون سبعة وثامنهم كلبهم، وكان أصحاب الكهف بعد عيسى، وقيل: قبله، وقيل: قبل موسى عليهما الصلاة والسلام، لأن علم اليهود بهم يوجب أن يذكروا فى التوراة لكفر اليهود بالإنجيل، فلا يذكرون ما فيه، وهو قول الحسن وأبى بكر وغيرهما، وصححه بعض والفسطورية هم القائلون: إن الله ثالث ثلاثة، واليعقوبية هم القائلون: إن الله هو المسيح بن مريم، والملكانية يقولون: عيسى عبد الله ورسوله.

{ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ } هم خمسة رجال، أو خمسة أشخاص، والعطف على مدخول السين، فيكون حكمهما لينسحبا على يقولون كأنه قيل: وسيقولون، وكذا فى الثالث، ويجوز العطف فيهما على السين ومدخولها، فلا ينسحب حكمها عليهما فيستفاد الاستقبال من المضارع.

{ وَسَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } هو قول النصارى أو العاقب منهم، وهو من النسطورية وجملة رابعهم كلبهم نعت لثلاثة، وسادسهم كلبهم نعت لخمسة، أو مستأنفتان.

السابقالتالي
2 3