الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً }

{ أَوْ تُسْقِطُ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ } إسقاطاً ثابتًا كإسقاط الذى زعمته أنه محذور أو ما مصدرية، والمصدر بمعنى مزعوم أنه محذور.

{ عَلَيَّنَا كِسَفًا } يعنون قوله عز وجل:إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كِسَفاً من السماء } [سبأ: 9]وإن يروا كِسَفا من السماء ساقطا } [الطور: 44] إلخ أى لا يقولون سقط عليهم لكفرهم، والكسف جمع كسفة بكسر فإسكان كقطعة وقطع، وزنا ومعنى، وسدرة وسدر، وكسرة بكسر الكاف وكسر، ووجهه إسكان السين فى قراءة بعضهم أنه ورد ذلك، أو التخفيف، وإنما لا يخفف المفتوح إذا فتح ما قبله، أما إذا كسر كما هنا أو ضم، فإنه يجوز تخفيفه لثقله بما سبق من كسر أو ضم، ولو كان الفتح خفيفا، وذلك سماعى لا قياسى.

{ أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلا } كفيلا أو مقابلا كالعشير بمعنى معاشر والجليس بمعنى مجالس بمعنى يقابلوننا، وهذا كقولهم: أو نرى ربنا أى ليخبرنا برسالتك، وأفرد لأن مرادهم أن الله وملائكته ضامنون بمرة كضمان الواحد، وعلى قصد كل فرد، فالإفراد لأن معنى الضمان واحد فيهم، كما سمى موسى وهارون برسول لاتحاد دعواهما صلى عليه وسلم عليهما، أو أفرد لأنه فعيل بمعنى فاعل، يجوز إفراده، لأنه كالمصدر أو يقدر قبيلا آخر بعد قوله: " بالله " فيبقى الكلام فى الجمع والإفراد على أوجهه المذكورة، أو يجعل المذكور لله، ويقدر للملائكة هكذا قبيلين بالجمع.

ويجوز أن يكون بمعنى جماعة جمعها الضمان وهم الله والملائكة معا، وهذا غير بعيد عن سفههم، أو جمع قبيلة أى قبائل، الملائكة وفرقها، فليس فيه شئ يعود إلى الله عز وجل، وهو فى ذلك مما رأيت. وعن الزجاج أنه بمعنى المصدر، فهو مفعول مطلق لمحذوف تقابلنا بهم مقابلة.