الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ } اذكر إذ قلنا، سلاّه بمكابرة إِبليس عن مكابرة قومه، والسجود لآدم سجود انحناء تعظيماً له، أو سجود فى الأرض عبادة لله عز وجل إلى جهة آدم كالقبلة، وهذا متصل أيضاً بقوله عز وجل:إن الشيطان كان للإنسان عدوًّا مبينًا } [الإسراء: 53] بيَّن أنه عدو قديم للإنسان من أبيه آدم.

{ فَسَجَدُوا } مسارعين رضا وفعلا { إِلاّ إِبْلِيسَ } هو فيهم، كأنه منهم مخاطب بخطابهم { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } أى من طين كما فى آية أخرى، قيل: أو حال من مَنْ أو مِن هاء خلقته المحذوفة، أو خلقت أوقعت فيه الروح حال كونه طيناً فلا إِشكال فى الحالية إلا أن طيناً جامد، وإلا أن الروح وقعت فيه، وهو يابس لا طين فيؤول بكونه فى الأصل طيناً، وتأول الطين بمعنى متأصلا من طين كيف أسجد له، وأنا أشرف منه، لأنه من طين وإِياى من نار.