الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }

{ أُولئك } إشارة إلى المعبودين الذين سموهم آلهة { الَّذِينَ } نعت أولئك، { يَدْعُونَ } يعبدون أو يطلبون منهم إزالة الضر، أو يسمونهم آلهة، والواو للمشركين العابدين، وضمير أولئك المعبودين محذوف، أى يدعونهم، أو أولئك الذين يدعون الله أو الناس إلى الهدى، وهم الأنبياء وأشباههم.

{ يَبْتَغُونَ } خبر أولئك، والمعنى يطلبون { إِلَى رَبِّهِمْ } الله { الْوَسِيلَةَ } القربة إلى الله بالطاعة { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } أى بمعنى الذى بدل بعض من واو يبتغون، أو من واو يدعون، والمراد الجنس، وأقرب خبر لمحذوف والتقدير هو أقرب إلى مناجاة الله عز وجل، والمراد أقرب من سائرهم، أو أقرب المخلوقات، فكيف بغير الأب، ويجوز على مذهب يونس من جواز تعليق غير أفعال القلب أن تكون استفهامية، والجملة مفعول يدعون أو يبتغون، والمراد قرب فضل بالعبادة.

{ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } أن لا يهلكهم أو الجنة باعتبار عيسى ومريم وعزير، وكذا الملائكة باعتبار أنها دار رضى الله لا للتلذذ بنعيمها، لأنهم لا يتلذذون بها، أو مطلق رحمته بحسب ما يصلح لكل من الآدمى والملك.

{ وَيَخَافُونَ } كغيرهم { عَذَابَهُ } ، والمحتاج الخائف الراجى لا يكون إلهًا، والواو للذين، ويجوز عودهما إلى أقرب لأنه متعدد، ولو كان لفظه مفرداً على ضعف.

{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } على الإطلاق لا تجد أحداً لا يحذره حتى الرسل والملائكة، لا آمن لأحد منه ومن آمنه الله منه ينسى فيخافه، أو يتغلب عليه الخوف، ولو لم ينس أنه آمن منه، ويكون الخوف منه خوف إجلال.