الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } * { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } * { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً }

{ وَقَضَيْنَا } ضمن معنى أوحينا، فعدى بإلى، وقيل إلى بمعنى على، أى قضينا على بنى إسرائيل، وضمن معنى القسم فأجيب باللام، ونون التوكيد فى قوله: لتفسدن.

{ إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ } التوراة أو الجنس كما قرأ ابن أبى العالية وابن جبير فى الكتب بضم الكاف والتاء.

{ لَتُفْسِدُنَّ فِى الأَرْضِ } أرض بلاد بيت المقدس أو مطلق الأرض لشيوع فسادهم فيها، ويجوز تقدير: وقضينا إلى بنى إسرائيل بالإفساد قائلين: والله لتفسدن فى الأرض، أى ليتوقعن الفساد، ولا مفعول لتفسد أو يقدر لتفسدن التوراة، أوا لتكليف ذكر الله جل وعلا أنه آتاهم التوراة، وأَنهم سيخالفونها بعد الإيتاء.

{ مَرَّتَيْنِ } إفسادتين، فهو مفعول مطلق، أو زمانين فهو ظرف زمان الأولى: قتل شعيا ومخالفة التوراة، والثانية قتل زكريا ويحيى، وقصد قتل عيسى، وقيل أولاهما: قتل زكريا، وحبس أُمراء، والآخرة قتل يحيى وقصد قتل عيسى، وقيل: موت زكريا بعد قتل يحيى، وقيل بالعكس.

وسبب قتل يحيى أن ملكًا أراد أن يتزوج من لا تجوز له فنهاه، وقد وعد تلك المرأة قضاء حاجة فى كل عبد فقالت لها أمها: سليه دم يحيى فألحت عليه حتى ذبحه فى طست، فوقعت قطرة فى الأرض، فلم تزل تغلى حتى قتل عليها سبعون ألفًا، وقيل راودته امرأة الملك، وكان جميلا، فأبى فقالت لها أمها: سليه دمه، وكان كل ملك من بنى إسرائيل يبعث معه نبى يسدده، ومنهم صديعة بالعين المهملة أو بالقاف، أو صداميا، بعث الله معه شيعا للبشر بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، واستقاموا ثم عظمتى الأحداث، فجاءهم سنجاريب ذلك فى ستمائة ألف راية، ونزل حول بيت المقدس، وصديعة مريض فى فرسخ، فأوحى إليه شعيا أن ئت صديعة ومره أن يوصى ويستخلف من شاء من أهل بيته، فقال صديعة: رضيت.

فصلى ودعا وتضرع، فأوحى الله إلى شعياء أنى زدت له خمس عشرة سنة، أَى هى من القضاء الأولى، لكن بين له أن سببها تضرعه، وإنى أُهلك عدوه، فخر صديعة ساجداً وأصبح العدو موتى فصرخ رجل على باب المدينة بموتهم، فخرج الملك فلم يجد فى الموتى سنجاريب فبحثوا فوجدوه فى غار مع خمسة نفر من كنانة أَحدهم بخت نصر فجئ بهم فى القيود فخر صديعة من طلوع الشمس إِلى العصر ساجداً فأمر أن يطاف بهم حول بيت المقدس، وإيليا سبعين يوماً فى القيود، فأوحى الله عز وجل إلى شعياء أن يرسل صديعة سنجاريب ومن معه، لينذروا قومهم، ويكرمهم وبلغهم مأمنهم، فلبث فى بابل سبع سنين، ومات واستخلف بخت نصر ابنه، ومات صديعة وتنازع بنو إ ِسرائيل الملك وتقاتلوا، ووعظهم شعياء موعظة عظيمة ألهمه الله إِياها.

السابقالتالي
2 3 4