الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

{ وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ } أمره الله عز وجل بالحمد له، لتنزهه عن صفات النقص، وانفراده بالملك العام، وإنعامه، والملك الخلق والرزق، والإبقاء والإحياء والإماتة، والزيادة والنقص، والعبادة، وكل موجود سواه فهو ملكه، وليس معنى الملك كونه إلها إلا أن يراد لازم الألوهية، وهو أنه يملك كل شئ من الأجسام والأعراض، ولا ولد له، كما زعم اليهود والنصارى فى عزير وعيسى، وبعض العرب، والنصارى فى الملائكة، ولا شريك له كما تقول الثنوية وقريش وغيرهم.

{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ } لا ولى له يدفع عنه الذل، لأنه عزيز بل لا ذل له فضلا عن أن يكون له أحد بلى أمره من أجل الذل.

{ وَكَبَّرَهُ تَكْبِيرًا } عن كل نقص، وكل كامل يكون ناقصا بالنسبة إليه، وكل معصية وقعت فبإرادته وعلمه، وخلقه لها، وإلا لزم النقصان، بأن وقع فى مُلكه ما لم يرده.

التقى عبد الجبار المعتزلى الهمدانى مع القاضى أبى إسحاق الإسفرايينى فقال: سبحان من تنزه عن الفحشاء، يعيب عليه اعتقاده أن الله خلق المعصية فأجابه الإسفرايينى فقال: سبحان مَن لا يجرى فى ملكه إلا ما يشاء، ووقع مثل هذا لأبى عبيدة، مسلم رحمه الله مع بعض المعتزلة أيضا. وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بنى عبد المطلب علّمه هذه الآية.

وعن عمر رضى الله عنه إذا قال العبد: الله أكبر فهو خير له من الدنيا وما فيها.

ويقال: افتتحت التوراة بفاتحة سورة الأنعام، واختتمت بخاتمة هذه السورة

وفى مسند أحمد، عن معاذ الجهينى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " آية العز { الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيراً }.