الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً }

{ قَالَ } موسى عليه الصلاة والسلام { لَقَدْ عَلِمْتَ } يا فرعون { مَا أَنْزَلَ هؤلاء إِلاّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } هؤلاء الآيات التسع أو العشر { بَصَائِرَ } آيات يعتبر بها نصت الآيات على أن فرعون معتقد فى نفسه رسالة موسى صلى الله عليه وسلم، وأن الآيات من الله، ولكنه أنكر عناداً بلسانه، ولعله لا يصح عن على إيجاب ضم تاء علمت كما هو قراءة، وأن فرعون غير عالم بذلك، وبصائر حال من هؤلاء عند من جوز أن يعمل ما قبل إلا فيما بعدها، ولو لم يكن مستثنى أو تابعًا له نحو ما ضربت إِلا عمراً لعصيانه، والمانعون يقدرون محذوفاً أى ضربته لعصيانه فيقدر هنا أنزلها بصائر، ولو فرضنا أنه لم يعلم لصح أن ينزل منزلة من علم.

{ وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } أوقن أنك مثبور، وعبر بالظن لمجانسة قول فرعون إِنى لأظنك يا موسى مسحوراً، وكلا الظنين جزم، لأن فرعون أيضا جازم لفظاً بأَن موسى كاذب، وعالم بأَنه صادق، ومثبوراً مهلكاً ومصروفاً عن الخير، يقال ما ثبرك عن هذا، أى ما صرفك وثبر يتعدى كهذا، ويلزم بمعنى هلك، وقيل مثبوراً مفعول للنسب من اللازم، كما يأتى من المتعدى أى ذا هلاك، أو ذا نقصان عقل، أو ذا خلاف للحق، والصحيح ما ذكرته أولا.