الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ وَإِنَّ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } والحساب والثواب والعقاب فيها. { أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } للعطف على أن لهم أجراً كبيراً، وكأنه قيل: ويبشرهم أى المؤمنين بأن لأعدائهم الكافرين عذابًا أليمًا بشرهم بالثواب لهم، وعقاب أعدائهم، وما يصيب عدوك من الشر سرور لك، ولا حاجة إلى تقدير معطوف على يبشر هكذا، ويخبرهم أن الذين لا يؤمنون على حد: علفتها تبناً وماء بارداً، ويجوز تقدير يبشر على التهكم، أى ويبشر الكافرين بأن الذين لا يؤمنون إلخ.

والكافرون هم الذين لا يؤمنون، من أجاز استعمال اللفظ فى حقيقته ومجازه، أجاز استعمال المذكور فى الآية على حقيقته للمؤمنين، وفى معنى التهكم بالعذاب فى الكافرين، ويجوز استعماله بمعنى مطلق لإخبار مجاز مرسل لعلاقة الإطلاق والتقييد، والمراد عذاب جهنم وهو أشد عذاب فى ذاته ومن حيث إنه عذاب لا يحتسبونه، ودخل فى ذلك اليهود والنصارى، لأنهم يطمعون فى الجنة والنجاة من النار، وقد هيئت لهم النار فيدخلونها، وهم لم يحتسبوها لأنهم لم يؤمنوا بالآخرة، لأنهم قالوا تبعث الأرواح دون الأجسام، ومعنى أعتدنا هيأنا وأحضرنا، والتاء أصل، والهمزة همزة أفعل.