الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } * { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } * { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }

{ وَلَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } عطف على إِنما هو إِله، أو على إِله من تقديم الخبر المجرد على الجملة، وما فى السماوات والأرض شامل لهما، وما فيهما، كما تقول ملكت ما فى عبدى، أَى أجزاءه، فهو مالكهما وما فيهما بخلقه لهما، ولما فيهما، وتصرفه فيهما، وفيما فيهما { وَلَهُ الدِّينُ } العبادة أو الجزاء ثواباً وعقاباً { وَاصِبًا } حال من المستتر فى له، ومعناه لازماً، فإن عبادته لازمة لا تنقطع ما دام الإنسان مكلفًا بها، لأن كل ذى وصف يزول عنه وصفه بموت أو غيره، والله لا يزول وصفه بالألوهية، وسائر صفاته المستحق هو بها أن يعبد، وكذلك ثوابه وعقابه، لا يزولان فى الآخرة إِلا أن اقتضاء كونه واحداً كون الجزاء له عز وجل، إنما بمعونة كون العبادة مختصة به، أو معناه دائما وما صدق اللزوم والدوام واحد، أو معناه واجباً، وكل ذلك وارد فى اللغة.

معنى وجوب جزائه أنه موعود به لا يتخلف، أو معناه ذا وصب أَى تعب، وعليه فهو للنسب كلا بن وتامر، فالمعنى وله العبادة ذات كلفة، وفى التكليف إِتعاب، وأما الجزاء فلا يوصف بالتعب إِلا إذا أريد به الثواب، فإنه يكون بالتعب، وشاع فى واصب معنى اللزوم والدوام، وذلك أنسب بالمقام، وكذا معنى الوجوب { أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ } توبيخ وإِنكار لأن يكون عبادة غيره صواباً، مع أَنه الإِله الحق لا غيره، المنفرد بالوحدة الذى لا يملك الضر ولا النفع سواه، كما قال:

{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله } لا من غيره، فلا عبادة الإله تعالى، والواو للحال كيف تتقون غير الله، والحال أن نعمكم من الله، أَو للعطف على إِله، وقدم غير لأن المنكر تقوى غير الله تعالى لا مطلق التقوى فأولى الهمزة لذلك لا للاختصاص، فصلا عن أن يقال إِنكار تخصيص التقوى بغيره سبحانه، لا ينافى جوازها، بل يجوز أن التقديم لاختصاص الإنكار لا لإنكار اختصاص.

ودخل فى النعمة إزالة الضر بعد وقوعه ودفعه قبل وقوعه.

الحمد لله الذى لا ينسى من ذكره.

والحمد لله الذى لا يخيب من رجاه.

والحمد لله الذى من وثق به لا يكله إِلى غيره.

والحمد لله الذى يجزى بالإِحسان إِحساناً ويجزى بالصبر ثوابا وغفرانا.

والحمد لله الذى يكشف ضرنا بعد كربنا.

والحمد لله الذى هو ثقتنا حين يسوء ظننا بأعمالنا.

والحمد لله الذى هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا.

وما إِمَّ شرطية يقدر فعل الشرط بعدها هكذا، وما يثبت بكم من نعمة، والباء للإلصاق أو بمعنى مع، وفى ذلك حذف فعل الشرط بلا اشتغال مثل حذفه بالاشتغال فى قوله تعالى:

السابقالتالي
2