الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }

{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّف } متعلق بيأَخذ بمعنى فى تخوف أَو زمانه، ولا حاجة إلى جعله حالا من الهاءِ، والمعنى خوف قوم الهلاك لهلاك قوم قبله، والتفعل بمعنى الفعل، أَو للمبالغة ولتوقع المخوف منه، أَو التخوف التنقص بمعنى إهلاكهم كلهم، لكن قوماً بعد قوم وما لا بعد مال حتى يأْتى على الكل، قال عمر رضى الله عنه على المنبر: ما المراد بالتخوف؟ فقال شيخ من هذيل: التخوف التنقص فى لغتنا، فقال: هل تعرفه للشعراء؟ قال: نعم، قال شاعرنا أَبو كبير يصف ناقته:
تخوف الرجل منها تامكا قردا   كما تخوف عود النبعة السفن
فقال: عليكم بديوانكم لا تضلوا، أَى فى تفسير القرآن، قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإِن فيه تفسير كتابكم ومعانى كلامكم، وخص الجاهلية حذرا من المولدين، وقيل: هذه لغة أَزد شنوءَة، ولا تضلوا نهى أو مجزوم فى جواب الأَمر، والتامك السنام، القرد بفتح فكسر، ما تلبد من الصوف، والنبع، شجر يتخذ منه الأَقواس، والسفن بفتحتين، حديدة ينحت بها، ويطلق على المبرد، وما ذكر أولى من نسبة بعضهم البيت لزهير، ومراد عمر: ورود التخوف بمعنى التنقص لا الحصر فى معنى التنقص، والإِ لزم التفسير به، وعذابهم فى تخوفهم فحمل يراد به نوع، ويجوز العموم بأَن يعذبوا بأيدى رجالا مثلا ثم بصاعقة ثم بخسف، أن المراد إهلاكهم بشىءٍ شاهدوه وخافوا منه الهلاك كالريح والصاعقة المشاهدة النزول والتزلزل { فإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءوفٌ رَّحِيمُ } إذ أمهلهم فيزداد عذرهم قطعاً، وقد يلدون من قضى الله فإنه لا بد منه، وقد يخرج منكم مؤمن، وقد يؤمن بعضكم، وهذا تعليل للأَخذ على تخوف مما يشاهدون إذا لم يكن بغتة، أَو للأَخذ على تقلب فيعتبرون ويتوبون وهو أولى من الأول لأَنه لا ينفعهم إيمانهم حين شاهدوا.