الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهمُ الأَرْضَ } إلخ تهديد لما كرين من مشركى مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإِرادة إهلاكه وعلى أَصحابه بالصد عن دين الله عز وجل، أَو الماكرين على الأَنبياءِ وإِمامهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأُمته وغيرها والأَول أَولى لأَن الأَصل الكلام على الحاضرين لا على الماضين فى التهديد، فيكون المراد المجتمعين فى دار الندوة على المكر به صلى الله عليه وسلم بحبسه أَو قتله أَو إخراجه، والفاءُ عاطفة على ما قبل، والهمزة من جملة المعطوف أَو على محذوف، هكذا أَمكروا فأَمن الذين إلخ، أَو أَنزلنا الذكر فأَمن الذين مكروا، السيئات نعت لمصدر محذوف تقديره مكروا المكرات السيئات، أَو مفعول به لمكروا لتضمن معنى عملوا، أَو مفعول به لأَمن لتضمنه معنى لم يخف العقوبات السيئات، وعليه يكون أن يخسف إلخ بدلا من السيئات بمعنى العقوبات، وعلى غيره يكون مفعولا له لأَمن، والخسف أن يدخلهم فى الأرض كالإِغراق بالماءِ كما فعل بقارون { أَوْ يَأْتِيَهمُ الْعَذَابُ مِنْ حيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } لا يعلمون أَنه يأَتيهم كما قتلوا يوم بدر، ومن قبل الخروج إلى بدر لا يخطر ببالهم أنهم يقتلون، أَو من السماء فجأَة كما فعل بقوم لوط، وما يجىءُ منها لا يشعر به غالباً، ومعنى من حيث لا يشعرون أنه لا يجىءُ على يد مخلوق سواء يجىءُ من الأَرض أَو من السماءِ.