الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }

{ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطَفَةٍ } لا يقدر على ذلك ما تعبدون ولا غيره فكيف تسوونه تعالى بذلك، أَفمن يخلق كمن لا يخلق، وفى ذلك أَيضاً دلالة على وجود الله وكمال قدرته فإن النطفة ميتة خلق منها ما هو أعظم الخلق فهما وتدبراً واحتيالا، وهو حال الولادة أَضعف من أولاد الحيوان، وأَقل تحرزاً عما يضره ثم تمضى عليه مدة فيفاجئَه ما ذكره الله عز جل قوله: { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } عظيم الخصام فيما يحاوله. أو سماه خصيماً ميتا حال الولادة باعتبار ما يؤول إليه كتسمية العصير خمرا وهو صفة مبالغة، وقيل بمعنى مفاعل كالنسيب بمعنى مناسب والعشير بمعنى معاشر والخليط بمعنى مخالط { مُّبِينٌ } ظاهر الخصام أَو مبين لحجته، ودخل فى ذلك خصامه فى شأن البعث، قال الله عز وجلأو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } [يس: 77]وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم } [يس: 78] " جاءَ أبى ابن خلف لعنه الله بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أُترى أَن الله يحيى هذا بعد ما رم، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم يحييه الذى خلقه أول مرة " ، وقد قيل: نزلت الآية فيه، وخصوص السبب لا يمنع عموم المعنى فهى فى الاستدلال على وجود الله تعالى واختصاصه بالعبادة عمن لا يقدر على الخلق كما هى فى إثبات البعث.