الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ هَلْ يَنْظُرُونَ } ما ينتظر الكفار المذكورين، أو الكفار مطلقا فيدخلون بالعموم، وعلى الأَول غيرهم يقاس عليهم بل ذكر فى غير الآية أَيضا { إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ } عزرائيل وأعوانه لقبض أرواحهم، والقابض الله تحقيقا لو شاءَ الله لعصروا الروح فلا تخرج { أَوْ يَأْتِىَ أَمْرُ رَبِّكَ } العذاب مع الموت أَو بدونه أَو القيامة وفيها الموت والعذاب، وإذا جاءَ وقت ذلك ولات وقت نفعوإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } [النساء: 159]فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأَسنا } [غافر: 85] لما كان ذلك يلحقهم لحوق المنتظر لتعاطيهم أسبابه شبهوا بالمنتظر ففى ذلك استعارة تبعية، وذلك فى أنهم غير متوقعين فأَطلق عليهم لفظ المتوقع، وهذا مبنى على مجاز وهو استعمال النظر بمعنى الانتظار، فالنظر بمعنى الانتظار والانتظار غير حقيقى بل مشبه بالتوقع الحقيقى وهم غير متوقعين للعذاب تحقيقا، والنظر بمعنى الانتظار من مجاز الأول وكأنه وقع المنتظر فصار ينتظر وفى ذلك ظهر لى تصاريف أَُخر لا أُحب الإطالة بها ولا يلائم المقام التفسير بأَنهم ما ينتظرون فى تصديقك إلا أن تشهد الملائِكة بنبوتك كقولهم:لولا أنزل عليه ملك } [الأنعام: 8] وَأو لمنع الخلو لا لمنع الجمع لجواز اجتماع العذاب ثم الموت بعده { كذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } كذب الأُمم السابقة كما كذب قومك وأشركوا فأُهلكوا، فليحذر قومك الإهلاك بتكذيبهم وإشراكهم { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ } بإهلاكهم لأنه أَهلكهم بذنوبهم { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بفعل موجبات الهلاك.