الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }

{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ } بمعنى تعبدون مجازاً متعارفا ملحقاً بالحقيقة لاشتمال العبادة على الدعاء من حيث إنها فعل متقرب به إلى ما يراد تحصيله، وأَن فيها دعاءً صريحاً مثل: غفرانك ربنا، ومثل: اهدنا الصراط { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } يخلقهم الله أو يصورون من حجر وخشب ونحوها، والمضارع لحكاية حال الإيجاد من العدم أَو حال تصوير عابديها لها، أَو بمعنى الماضى أو باعتبار ما يخلقه الله بعد منها أَو يصورونه بعد، والإِله قديم غير محدث واجب لا بموجب غير محتاج وغير عاجز وآلهتكم ليست كذلك، وليس هذا تكراراً لقوله:أَفمن يخلق كمن لا يخلق } [النحل: 17] لأَنه كلام مفرد، وما هنا كلام مرتبط للاستدلال على طريق الشكل الأَول هكذا: ما تعبدونه لا يخلق شيئاً، وما لا يخلق لا يشارك من يخلق فلا شىءَ مما تعبدون شريك لمن يخلق، أَو من الشكل الثالث هكذا: هم لا يخلقون شيئاً وهم لا يشاركون من يخلق من لا يخلق فينتج هم لا يشاركون من يخلق، ويلزمه أَن من يخلق لا يشاركهم فلا تكرار مع نفى المشابهة.