الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ }

{ يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ } جبريل سماه ملائِكة تعظيماً أَو هو إسرافيل إذ قرنه صلى الله عليه وسلم قبل جبريل والملائِكة الناقلون الوحى إلى جبريل على القول بذلك، أَو هو وملائِكة تنزل معه قيل ما ينزل وحده فى أَكثر الأَحوال كما تنزل معه فىبدر وكثير من الغزوات وفى سائِر المهمات والمصالح إِلا أَن الامام جبريل فصار يسند الوحى إليه من ذلك شق بطنه صلى الله عليه وسلم { بالرُّوحِ } أى مع، الروح وهو جبريل، والصحيح أَن المراد بالروح القرآن وسائِر الوحى لأن ذلك على الاستعارة فى صلاح الإنسان كالروح للبدن، والبدن بلا روح ميت، وهو بلا قرآن ووحى كميت، والروح به قوام البدن، وكذلك قوام البدن بالوحى { مِنْ أَمْرِهِ } بسبب أَمره أَو لأَجل أَمره أَى شأَنه، أَو من للبيان وهو أَولى، ومثل الآية قوله تعالى:وما نتنزل إلا بأَمر ربك } [مريم: 64] وقوله تعالى:لا يسبقونه بالقول وهم بأَمره يعملون } [الأنبياء: 27] { عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه } أى على من يشاءُ الله نبوته على العباد { أَنْ أَنْذِرُوا } أيها الأَنبياء الكافرين، أَن مفسره لقوله: ينزل الملائكة بالروح من أَمره، لأَن التنزيل بالروح قول دون حروفه، أَو مصدرية وعليه تقدر الباء أَى بأَن أَنذروا فيكون بدلا من بالروح، وإن جعلنا بالروح بمعنى مع الروح علق بينزل لاختلاف معنى الباءَين لا مصدرية لأَن الأَمر لا خارج له يؤول منه المصدر، وهكذا أقول وهو الحق إن شاءَ الله عز وجل { أَنَّهُ } أَى بأَنه وهو متعلق بأَنذروا أَو المعنى اعلموا الناس أَنه { لا إِلَهَ إلاَّ أَنا فَاتَّقُونِ } احذروا عقابى بامتثال أَوامرى واجتناب زواجرى، أَو خافوا عقابى، وهذا عائد إلى قوله: فلا تستعجلوه، أَو إِلى قوله: أَنذروا، وعليه فأَنذروا بمعنى قولوا أَى قولوا عن الله أَنه أَى الشأْن لا إِله إِلا أَنا فاتقون، أَو إذا كان الأَمر كذلك فاتقون.