الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ وَآتَيْنَاهُ فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً } هذا على طريق الالتفات من الغيبة فى قوله لله لأن الظاهر من قبيل الغيبة إلى التكلم فى آتيناه وحكمته أن آتيناه أقوى من آتاه، والحسنة قبوله عند أهل الملل كلهم حتى غير الإلهيِّن ومدحهم له وحبهم له، والأولاد الطيبة، والعمر الطويل فى السعة والطاعة، والنبوّة والمال الكثير يصرفه فى طاعة الله عز وجل، استجاب الله له:واجعل لى لسان صدق فى الآخرين } [الشعراء: 84] وأولاده أربعة: إسماعيل، وإسحاق، ومدْين، ومدان، وقيل: ثمانية، وقيل: أربعة عشر، ومنهم روم، وقيل: روم هو ابن إسحاق، وكلهم طيبون من الصالحين القانتين، وبعضهم من المرسلين، ومن ذريتهم أكثر النبيين، وعمره مائة سنة أو مائة وعشرون، وأكثر ماله البقر.

{ وَإِنّهُ فِى الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } ثابت من جملة الصالحين الكاملين أو معدود منهم كما سأل إذ قال:وألحقنى بالصالحين } [الشعراء: 83] فهو من أعالى أهل الجنة لأن المراد الكمال فى الصلاح.