الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ } * { لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِى وَالْقُرآنَ الْعَظِيمَ } سبعا من الأشياءِ التى هى موضع ثنى وهو التكرير، أَو موضع ثناءَ أَو الأَشياء المثنية، فقال الجمهور: ذلك فاتحة الكتاب كما قرأها صلى الله عليه وسلم وقال: " هى السبع المثانى " ، وروى ذلك أُبى وأَبو هريرة، وذلك أنها سبع آيات تثنى فى كل صلاة أى تكرر أَو أَنها تثنى فى الصلاة بالسورة بعدها، أَو أَنها نصفان نصف ثناءٌ ونصف دعاءٌ كما فى حديث الربيع وغيره عن الله: قسمت الصلاة؛ أى سورة الصلاة وهى الفاتحة، أَو سماها صلاة لأَنها معظمها ولا تصح بدونها من السور - بينى وبين عبدى نصفين، أَو أَنها مكررة، الرحمن الرحيم، وإِياك وإياك، والصراط وصراط، وغير وغير، وعليهم وعليهم، وكان عمر رضى الله عنه يقرأُ: وغير الضالين، أَو أَنها نزلت بمكة ونزلت بالمدينة، وقال الزجاج: سميت مثانى لأَنها فى الثناءِ على الله جل وعلا، وهى من أَجل السور لنزولها مرتين كما قيل فى الأَنعام، ولإِفرادها بالذكر عن القرآن، ولأَنه لا صلاة إلا بها كما قال فى الحديث، أَو السبع الطوال والأَنفال والتوبة كواحدة أو هما واحدة كما لا بسملة بينهما، وورد فى هذا حديث، وجاءَ عن ابن مسعود وابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم وجماعة من التابعين، لأَنه يثنى فيهن حدود القرآن وفرائضه وأمثاله وعبر وعامة أحكامه، وفيهن عامة الأحكام، واعترض بأن السورة مكية أو هذه الاية وأكثر السبع مدنية، ويجاب بأن إنزالهن إلى السماءِ مرة مع باقى القرآن إِيتاء، وأَنه قضى أن ينزلن عليه، أو سورة التوبة لأنه يثنى فيها إلخ، وكذا فيما بعد من الأقوال، أو يونس أو الحواميم، أو سبع صحائف، وهى الأسباع والقرآن سبعة أجزاء كل سبع صحيفة وكتاب ومثناة ومثنية، فالسبع هو القرآن كله قسم سبعة أَجزاء، أَو سمى سبعا لأَنه تضمن معنى صحف سبع نزلت على من قبله وزاد عليها، ويناسبه قوله تعالى:الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى } [الزمر: 23] أو المثانى كتب الله كلها، فمن للتبعيض، وحذفت تاء سبع لتأَنيث المعدود وهو آيات أَو سور ومن المثانى نعت سبعاً، ومن للبيان، وإذ أُريد بالمثانى أكثر من السبع فمن للتبعيض، والمفرد مثنى بالإسكان من التثنية وهو التكرير أو الثناء، وفى ذلك كله تقرير القراءَة والأَلفاظ والقصص والمواعظ والأَحكام، ويثنى عليه بالبلاغة والإعجاز، وثناء على الله بما هو أَهله، وعطف القرآن عليه عطف عام على خاص إن أُريد بالسبع بعضه، وإن أريد به القرآن أو الأسباع فعطف شىءٍ على نفسه باعتبار تعدد صفته بمعنى سبعاً توصف بأَنها من المثانى أو نفس المثانى وبأنها قرآن عظيم كقوله:

السابقالتالي
2