الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ }

{ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلى قَومٍ مُجْرِمِينَ } مشركين فاسقين هم قوم لوط الكافرون خاصة لنهلكهم، ولم يدخل فيهم قومه المؤْمنون فالاستثناءُ منقطع فى قوله:

{ إِلاّ آلَ لُوطٍ } أَتباعه فى الدين أَى لكن آل لوط { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } ويجوز أَن يكون الاستثناءُ من المستتر فى مجرمين فيكون متصلا أَى إلى قوم أَجرموا كلهم إلا آل لوط فإِنهم لم يجرموا، أَو آل لوط دليل على أَن القوم المجرمين قوم لوط، ولو كان الاستثناءُ منققطعاً لأَن المنقطع تشترط فيه المناسبة إِذ لا يقال: قام القوم إلا ثعباناً، والجملة بعد الاستثناءِ المنقطع كأَنها خبر عنه وكأَنه مبتدأٌ إِذا كان له تعلق به { إلاَّ امْرَأَتَهُ } استثناءُ من آل لوط متصل إن أُريد بآل لوط آله بالإسلام وآله بالعشرة، منقطع إن أُريد الآل بالإِسلام، أَو من الهاءِ كذلك، وإِذا استثنينا آل لوط من المستتر فى مجرمين تعين أَن امرأَته مستثناه من الهاءِ كذا قيل، ولا مانع من استثنائِها من آل لوط المستثنين من المستتر فى مجرمين أَى أَجرموا إلا آل لوط لم يجرموا إِلا امرأَته منهم أَجرمت { قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ } الباقين مع سائر الكفرة فتهلك معهم، أَو المراد أَنها بقيت للعذاب ولو خرجت لحقها حجر، علق قدرنا باللام لتضمنه معنى فعل القلب، كأَنه قيل: علمنا أَنها لمن الغابرين أَو معنى القول، والقول يعلق بلا تضمين لأَنه يتسلط على الجملة، على أَى حال كانت ونا للملائِكة والمقدر هو الله لا هم، لكن لما جرى قضاءُ الله على أَيديهم أَسند التقدير إِليهم، وأَصل التقدير جعل الشىءِ على قدر غيره ثم أُطلق على مطلق أَجزاءِ الشىءِ على غيره والقضاء يطلق على العلم الأَزلى فهو وصف وعلى كتابة شىء فى اللوح المحفوظ، وعلى إِيقاعه خارجاً وعلى الحكم به، فهو فعل.