الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ }

{ َوجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا } فى الأَرض أو فيها وفى الجبال، فيضعف جعل ها فى أنبتنا فيها للجبال؛ لأَن جعل المعايش المذكورة بعد ليست فى الجبال، ولو كانت الأَثمان ذهبا وفضة إِلا أَنها لا تتبادر هنا { معَايِشَ } جمع معيشة بمعنى حياة أَو ما يعاش به، والمتبادر الثمار والحبوب { وَمن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } وتوهمتم أنكم رازقوه أو لم تتوهموا، وهى العيال والعبيد والدواب والأَنعام والطير والوحش، ومن للعاقل وغيره، أَو لغير العاقل فقط كالدواب، وهو ضعيف لأَنه ليس أصلا فى من، ولأَن العبد والدابة فى توهم أن مولاهما وهو رازقهما سواءٌ، والعطف على محل الكاف بلا إعادة للجار لورود ذلك، أَو للفصل كما ذكره المرادى بشبه العطف على ضمير الرفع المتصل للفصل، أَو على معايش فإن الله جل وعلا جعل لنا دواب ننتفع بها كما جعل لنا معايش، اَو يقدر وأَغنينا من لستم له برازقين أَو مبتدأٌ محذوف الخبر، أًى ومن لستم له برازقين جعلنا له فيها معايش حذف لدلالة ما قبله، نقول زيد أَكرمته وأَخوك أَى وأَخوك أكرمته، قيل: أَو عطف محل مجموع لكم وهو مشكل لأَنه ليس فى محل جر بل الذى فى محل جر الكاف وحدها لا مع اللام، ولا فى محل نصب لأَن الذى فى محل نصب من حيث إنه مفعول به توصل إليه بحرف الجر الكاف وحدها، كما أن المفعول فى مررت بزيد زيد وحده لا مع الباءِ.