الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }

{ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها على الماءِ وترى بسيطة ولو كانت كروية لوسعها، والنصب على الاشتغال، وعطف مددنا المقدر على جعلنا عطف فعليه على فعلية { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَواسِىَ } أَنزلنا فيها جبالا رواسى أَى ثوابت، إِنزالا فيه بعض شدة، وتلك الجبال كالأَوتاد للأَرض فلا تتحرك بالماءِ تحتها { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أى فى الأرض لأن الكلام سيق لها بالذات، وأَنواع النبات المنتفع به المختارة إِنما هى من الأرض، أَو فى الأرض والجبال؛ لأَن فى الجبال أَيضا أَنواعا نافعة، ولو كانت دون ما فى الأَرض، وقد يعود الضمير بمعنى يشمل الجبال بمعنى ما يقابل السماءَ، وقد يقال: الضمير للجبال لقربها. ولأَن المعادن إِنما تتولد فى الجبال غالبا، والأشياءُ الموزونة فى العرف والعادة هى المعادن لا النبات، كما قال الكلبى: إِن الضمير للجبال، وأَن كل شىءٍ موزون هو الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد والكحل والزرنيخ والملح والزاج ونحوها من الأجساد { مِنْ كُل شَىْءٍ مَوْزُونٍ } بالميزان ذى الكفتين ونحوه من أنواع الموازين، وذلك فى المعادن، وعلى أَن المراد النبات، ومع المعادن، فالوزن: التقدير المعين، الذى اقتضته حكمته، أَو الوزن: الاستحسان، يقال فى الشىءِ المجود أنه موزون، كما يقال فى الكلام المنثور المجود إنه موزون، أَو الوزن: تقدير المرتبة أَى ماله مقدار من الشأْن فى أًبواب النعمة، ومن صلة فى الإثبات فى قول الأخفش والكوفيين، فكل مفعول لأنبت، أَو غير صلة فيقدر وأنبتنا فيها أَنواعا أَو أَفراد ثابتة من كل ما من شأْنه أَن يوزن بمعانى الوزن السابقة.