الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }

{ لَقَالٌوا إِنمَّا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا } المحصور فيه بإِنما هو آخر الكلام ونا كالجزءِ من أَبصار فالمحصور فيه الأَبصار، أَى ما سكرت إِلا أَبصارنا؛ أَى سدت بسحر محمد حتى رأَت بابا مفتوحا وملائِكة تدخله، ولا باب ولا ملائِكة، أَو بابا وإِيانا ندخله، ولا باب ولا دخول منا، وأَما عقولنا فهى على حالها غير مسدودة، وهى عارفة بأَن لا باب ولا دخول ملك، وسكر بالتخفيف يتعدى فتشديده للمبالغة، وقيل لازم فيشدد للتعدية، والأَمران واردان، وقيل: الغالب الملزوم، والمراد بالسد الصرف عن طبعها، لا الإطباق، وإن جعلنا سكرت بمعنى حيرت، فالشد للتعدية، وإنما فسرت السد بالصرف؛ لأَنها إِذا أُغلقت لا إبصار لها، والسحر أَخص من الصرف فلا يتكرر مع قوله: { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } فى أًبصارنا تخيلت ما لم يكن، أَو أَضربوا عن سحر الأَبصار إِلى إِثباته لعقولهم أَيضاً، والمراد أِنهم يقصدون الكذب والتمويه ما أَمكن.