الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ }

{ وَإِذْ قَال } اذكر يا محمد لقومك إِذ قال { مُوسَى لِقَوْمِهِ } بنى إسرائِيل { اذكُرُوا نِعْمةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } الجملة حال من آل فرعون أَو من الكاف أَو لهما وكأَنه قيل: مم نجاهم؟ قال: من سوء العذاب، وسوم العذاب إِذاقته بالاستخدام فى البناءِ والحرث والغرس والحفر والاستعباد بكل ممكن، والضرائب على من لا يقدر على ذلك، وليس شاملا للذبح لعطفه عليه فى قوله: { ويُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } وإن شمله فالعطف تخصيص بعد تعميم لعظم شأْن التذبيح، كأَنه لشدته ليس من ذلك العام لكن لا عذاب فى استحياءِ النساء فليس قوله: { وَيَسْتحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } عطف خاص على عام بل عطف على يسومونكم، أَو يجعل سوم العذاب غير شامل لما بعد، ومعنى استحياءِ النساءِ إِبقاؤهن بلا قتل بل يداوونهن، وإِذا اعتبر أَنهم يبقونهن بلا قبل ليذقن الذل، ذل العبودية والخدمة والإبعاد عن أَزواجهن وليذقنَّ شدة مفارقة بينهنَّ، صلح أَن يكون قوله: ويستحيون إِلخ خصوصاً بعد عموم، أَخبر الكهنة فرعون أَن مولوداً فى بنى إِسرائِيل يبطل ملكك وتموت به، فصار يسقط الحبالى منهم ويخرق بطونهن، ويقتل الأَولاد الذكور الخارجة من البطن، ويبقى الإِناث منهن وأُمهاتهن بالمداواة، ولما كان المراد فى سورة البقرة تفسير السوم بالتذبيح كان بلا عطف، وتشديد يذبح للمبالغة فى أَفراد الذبح، وبتعظيم نفس الذبح بحيث لا يطمع فى حياة المذبوح { وَفِى ذَلِكُمْ } أَى فى الإِنجاءِ من آل فرعون بإِغراقهم { بَلاَءٌ مِن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } إِنعام، إِذا ما ابتلاه ربه فأَكرمه ونعمه، أَو فيما ذكر من السوم والتذبيح والاستحياءِ ابتلاءٌ بالشدائِد، وأَما إِذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه، وبلوناهم بالحسنات والسيئات.