الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ }

{ وَتَرَى } يا محمد أو يا من يصلح لأَن يرى، وهو للاستقبال وهو أَولى من أن يقال للحال استحضاراً لحال المجرمين كأنه يشاهدها إلا لعدم تبادر ذلك مع أن الأَصل فى القصة الاستقبال لأنها مستقبلة والعطف على تبدل { الْمُجْرِمِين يَوْمَئِذٍ مُقْرَّنِينَ فِى الأَصْفَادِ } مقتضى الظاهر وتراهم، على أَن واو برزوا للكفار، فوضع الظاهر موضع الواو تصريحا بموجب التقرين فى الأصفاد، وما بعده وهو الإجرام، وإن رددنا واو برزوا للناس كلهم فالظاهر فى محله، ويومئذ بمعنى إذ برزوا كأَنه واقع لتحققه، أَو إِذ يبرزون استعمالا لإِذ فى الاستقبال مجازا، والصفد بفتحتين ما يربط به اليدان، اَو مع الرجلين أو مع العنق، يقرن كل كافر مع شيطانه، أَو مع من شاركه فى الاعتقاد الزائغ، أَو العملوإِذا النفوس زوجت } [التكوير: 7] أَو مع ما اكتسبت من العقائد الزائغة والعمل، أَو قرنت أيديهم وأرجلهم وأيديهم وأعناقهم، أو ذلك كله، والإسناد على هذا وعلى الأَول مجاز لأن الأصل أن يقرن مع غيره لا فى نفسه، وشدد للمبالغة، كمَّا لكثرة المقرونين وكيفا للتصييق فى القرن، وفى الأصفاد متعلق بمقرونين لأَنهم أدخلوا فى القيود والأَغلال بربطهم بها، أَو حال من ضمير مقرنين، أَو حال ثان للمجرمين، ويدل للأَول قوله تعالى:ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه } [الحاقة: 32].