الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }

{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } إذا تقرر أن مكرهم مكتوب عند الله، وأنه مجازيهم عليه وأن مكرهم لا يزول به ما هو كالجبال، وهو دين الله فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله وأَنت من رسله فلا يخلف وعدك بالنصرإنا لننصر رسلنا } [غافر: 51]كتب الله لأَغلبن أنا ورسلى } [المجادلة: 21] ووعده مفعول ثان قدم الوعد وأُضيف إليه مخلف تخفيفاً، وإِنما قدم على طريق الاعتناءِ به وأنه المقصود بالإفادة، كما قدم شركاءَ على الجن فى قوله:وجعلوا لله شركاءَ الجن } [الأنعام: 100] لأًن الاعتناءَ بذم الإشراك أقوى من ذم من يجعلونه شريكا، وأدخل فى القصد بالإفادة، كذلك نفى خلف الوعد أدخل فى القصد من كون المخلف رسله لأن عدم خلفه نفى لصفة الذم عنه فهو أحق مطلقاً، فيتفرع عنه أنه فى حق الرسل أولى من غيرهم، والمفعول الأول فى غير باب ظن هو الذى هو فاعل فى المعنى، والرسل يأْخذون الوعد فهم الأول، وأَولى من هذا أن الأول هو الوعد؛ لأَنه المتخلف { إِنَّ الله عَزِيزٌ } غالب لا يغلب مكر ما مكر، ولا دافع عما أراد { ذُو انْتِقامٍ } من أعدائِه الظالمين لأوليائِه المظلومين.