الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ }

{ وَسَكَنْتُمْ فِى مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلمُوا أَنْفُسَهُمْ } بالكفر والمعاصى كعاد وثمود، وهذا يقوى أن الناس عام لا قريش خاصة لأَن قريشاً لم يسكنوا منازل عاد وثمود فهذه السكنى لغيرهم، والكلام على المجموع فيها لا على الجميع، اللهم إلا أن يقول سكنها أوائل قريش، أو أُريد بالسكنى ما يشمل مبيتهم فيها أو نزولهم مطلقاً فيها حين السفر، والجملة معطوفة على أَقسمتم، فالاستفهام منسحب عليها، وكذا ما بعدها كأنه قيل: ألم تكونوا تبين لكم إلخ، ألم تكونوا ضربنا لكم الأمثال { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } فاعل تبين ضمير مستتر عائد إلى الحال أو الفعل أو مدلول عليه بفعلنا، فعل الله الهلاك والعذاب وإخراب المنازل، كما تشاهدونها فى أسفاركم، وتسمعون فى الأخبار، وقال الكوفيون: كيف فعلنا بكم فاعل تبين { وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } بينا لكم فى القرآن أخبارا عن الأُمم السابقة شبيهة بالأَمثال فى الحسن والغرابة من الجزاء على أفعال، وفى الغرابة من أفعالهم والجزاء عليها بأَنواع الهلاك، فالأمثال استعارة تصريحية، شبه الأفعال والجزاءَ عليها بالأمثال المضروبة، أو بينا لكم أمثالكم فى الكفر والعقاب، وهم الأُمم السابقة، والأول أولى.