الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ }

{ مُهْطِعِينَ } مسرعين إلى جهة الداعى فى صخرة بيت المقدس إلى المحشر وهو إسرافيل، أيتها البالية والأَوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاءِ أَو المراد مقبلين بأَبصارهم لا يطرفون بها خوفاً وإجلالا، وهذا مجاز، والأصل الإقبال بالذات، وقيل أصل الإهطاع الإقبال على الشىءِ فإطلاقه على الإسراع أيضاً مجاز أو حقيقة عرفية، والنصب على الحال من هاءِ محذوفة عوض عنها أل أو مجرورة بحرف أى أبصارهم أو الأَبصار لهم أو منهم، أَو يقدر يبعثون مهطعين { مُقْنِعِى رُؤْوسِهِم } حال ثان مما مر، أَو من ضمير مهطعين، أو من الأبصار مبالغة بأَنها كعاقل حتى جمعت جمعه ووصفت بارتفاع الرأْس نفسه كما مرت المبالغة بأَن الدعاءَ قابل أَو عالم، وإضافته لفظية لأَنه وصف للحال، أو للاستقبال، فصح حاليته ولو أُضيف لمعرفة، والإقناع رفع الرأس بجملته فلا يتكرر مع رفع اليدين إذا فسرنا به تشخص، وقيل الإِقناع خفض الرأْس فهو من الأَضداد { لاَ يرْتَدُّ إِلَيْهِم طَرْفُهُمْ } حال مما مر أَو من ضمير مقنعي أّو من الهاءِ لا بدل من مقنعي؛ لأَنه لا تبدل جملة من مفرد، أَو هو مستأّنف، ويرتد مطاوع رد أَى لا يرون أَبصارهم فلا ترتد أَى لا ترجع، والطرف العين، والمراد الجمع، وسوغ ذلك الإِضافة إِلى ضمير الجمع، أَو أَفرد لأَنه مصدر في الأَصل أَو المراد المصدر أَى لا يرجع إِليهم نظرهم من الموضع الذي تنظر فيه العين إِلى أَجسامهم { وأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } اسمية موجبة عطفت على فعلية سالبة، أَو حال مما مر أو من إحدى الهاءَين، ومعنى هواءٌ خلاءٌ وكل خال هواءُ، أى خالية عن الفهم والتفكر، وعن جريان التكليف للأُمور لشدة الدهش، أَو خالية عن الخير أَو عن العقل أو تهوى فى أَجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه، والقلوب يومئذ زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة والرؤُوس مرفوعة إلى السماء لشدة الهول.