الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ }

{ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحتِهَا الأَنْهَارُ } أَى وأَدخل الله الذين آمنوا، كما قال يدخلهم ربهم، أَو أَدخل الملائِكة الذين آمنوا وعلموا الصالحات، وهم كالبواب يقول ادخل بإِذن مالك البيت فسمى الإِذن إِدخالا لأنه سبب للدخول، عقب شأْن أَهل النار بشأْن أَهل الجنة { خَالِدِينَ فِيهَا } أَى ناوين الخلود؛ لأَن الإِدخال سابق على الخلود { بإِذْنِ رَبِّهِمْ } متعلق بأدخل، ولو قيل: التقدير أَدخل الله الذين لأَن لفظ الجلالة غير مذكور بل لو ذكر لكان من وضع الظاهر موضع المضمر تلويحا بالتعرض لوصف الربيوبية إلى مزيد اللطف والرحمة لهم، وفى ذلك أَن الجنة بفضل الله لا بالإِيمان والعمل، ولو كانا سببا داعيا { تَحِيَّتْهُمْ فِيَها سَلامٌ } الجملة حال ثانية، أَو من ضمير خالدين، أَو مستأَنفة، ووجه اتصالها بمن قبل هذا أَن من شأْن المتخالطين السلام بينهم، وهاءُ الجمع لداخلى الجنة أَى تحتهم التى تأْتيهم، أَو يوقعها الملائِكة عليهم، أَو بعض على بعض، قال الله عز وجل عن الملائِكة:سلام عليكم بما صبرتم } [الرعد: 24].