الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ }

{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بِعْدِ مِيثَاقِهِ } هما ما تقدم فى قوله:الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } [الرعد: 20] فى الأَوجه السابقة، وزاد معنى آخر هنا فى الميثاق، وهو التأْكيد كأَنه قيل من بعد تأْكيد بالاعتراف والقبول، وهم فاعل الميثاق، أَو من بعد تأْكيد الله له بالدلائل العقلية والسمعية ففاعله الله أَو الميثاق اسم آلة، وهو ما يوثق به الشىءُ فعهد الله قوله:أَلست بربكم } [الأعراف: 172]، والميثاق قولهم: بلى { وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ } هو ما مر فى قوله:والذين يصلون ما أَمر الله به أَن يوصل } [الرعد: 21] { ويُفْسِدُونَ } يعتادون عمل الفساد { فِى الأَرْضِ } فلا مفعول له، أَو يقدر يفسدون ما صلح وهو التوحيد وعبادة الله وعدم الجور، وذلك بالشرك والمعاصى فيما بينهم وبين الله، وفيما بينهم وبين الخلق كتهييج الفتن وإِفشاءِ أَسرار المسلمين إِلى الكفار { أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ } البعد عن الجنة وولاية الله { وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } الآخرة وسوءُها جهنم، أَو سوءُ الدار الدنيا، أَو سوءُ عاقبة الدنيا وهى جهنم؛ لأَنه فى مقابلة عقبى الدار، على أَن عقبى الدار عقب دار الدنيا، أَو الدار جهنم وسوءَها عذابها، واللام فى الموضعين للاستحقاق، وقدم للحصر، وكل واحدة من تلك الصفات على حدة توجب اللعنة وسوءَ الدار، وأَخر سوءَ الدار للفاصلة.