الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم * المر } اسم للسورة، أَو حروف من أَوائل أَسماءِ الله، وقد قيل: المعنى أَنا الله أَعلم وأَرى.

{ تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ } الإِشارة إِلى آيات السورة هذه، أَو آيات القرآن، أو إلى أَخبار الرسل المذكورة فى سورة يوسف المشار إليها إجمالا فى آخرها، وحضورها باعتبار تلاوة بعض لبعض فى التلاوة أو فى اللوح المحفوظ أو مع الملك، والكتاب القرآن، وهو الكتاب العجيب المغنى عن الوصف المعروف من بين الكتب، أَو السورة أَو اللوح المحفوظ أَى آيات، هن الكتاب أَو هن السورة أًو بعض من الكتاب، أَو هن السورة، وأَل للكمال أَو للعهد الحضورى أَو الاستغراق مبالغة، والمراد بالكمال كمال السورة فى نفسها لا الفضل على غيرها لأَن قوله: { تلك آيات } مذكورة فى أَوائل سور متعددة فكل واحدة آية كاملة فى ذاتها { وَالَّذِى أُنْزِلَ إِليْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ } نعت آيات، والعطف عطف عام على خاص، أَو عطف صفة على أُخرى لموصوف، أَى تلك آيات الكتاب الجامع بين كونه كتابا، وكونه منزلا من ربك، والكتاب بمعنى المكتوب فى اللوح المحفوظ، أَو فى صحف الملائِكة، والحق خبر لمحذوف أَى هو الحق، أًو الذى مبتدأُ والحق خبره، على هذا فالذى القرآن، أو مع سائِر الوحى إليه صلى الله عليه وسلم، والجملة كالحجة للجملة قبلها فإِن ما هو منزل من الله حقا يكون كاملا لا محالة، وإِذا جعلنا الذى مبتدأً حصل الحصر بتعريف الطرفين مع أَن القياس أَيضا حق، والإِجماع حق والسنة حق، والجواب أَنهن دخلت فى المنزل ضمنا السنة لقوله: - عز وجل -وما آتاكم الرسول } [الحشر: 7] إلخ، والإجماع لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تجتمع أُمتى على الضلالة " الثابتوأُولى الأَمر منكم } [النساء: 59] أَى المجتهدين، وأَما الكتب المتقدمة فلأَن القرآن مصدق لها { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } بأَنه من الله لإِخلالهم بالنظر فى بلاغته الخارجة عن طوق البشر والخلق، وشرع فى ذكر دلائِل السماوات فى أَوائِل السورة بقوله:

{ اللهُ الَّذِى رفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمدٍ تَرَوْنَهَا } إلخ وفى ذكر دلائِل الأَرض بقوله:وهو الذى مد الأَرض } [الرعد: 3] إلخ، وكذلك قوله تعالى فى أَواخر السورة قبلها:وكأََين من آية فى السماوات والأَرض } [يوسف: 105] ومعنى رفعها نقلها من الجهة السفلى، إِذ كانت على الماءِ، أَو خلقها فى علو، ودلت الآية على أَن لا علاقة للسموات أَيضاً لأَن الآية فى دلائِل قدرة الله، ولو رفعها بلا عمد مع علاقة لم يستعظموا قدرته، ولو كانت بعمد لاحتاجت تلك العمد إلى أُخرى فيتسلسل ذلك وهو محال، ولو كانت بعلاقة لاحتاجت العلاقة لأُخرى، وحاصل الآية أَنه أَمسك السماوات بقدرته حيث هى، ورفعها إِمساكها حيث هى بلا علاقة ولا عمد، وعمد جمع عماد أَو عمود على غير قياس والقياس أَعمدة أَو أَعمد، أَو اسم جمع وذلك كإِهاب وأُهُب وأَديم وأُدم، وأَفيق وأُفق، قيل: ولا خامس لها، وذلك كله رباعى ثالثه مدة جمع على فعل، ويدل على أَنه غير مفرد التأْنيث فى قوله: - عز وجل

السابقالتالي
2 3