الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

يقال استغفر لهم فى الحال، والآية وعد لما بعد ذلك، ويظهر لى أنه أَخر الاستغفار حتى يعلم هل عفا من وصلته المضرة بالذات منهم، وهو يوسف وبنيامين، وإن علم وأَخر فلانتظار وقت الإِجابة كالسحر نحو طلوع الفجر الكاذب، ونحو ليلة الجمعة أَو آخر يومها أَو صلاة الليل أَو الليالى البيض، أَو محل الإِجابة كالمسجد، فإِِن للأَمكنة مظان كالأَزمنة، أَو ذلك كله، ومن قال: حللنى من كل حق لك فحللته عالماً بالحق برىءَ حكماً وديانة، وإِن لم تعلم به فحكماً إِجماعا لا ديانة عند محمد صاحب أبى حنيفة، وفيهما عند أبى يوسف، والتسويف والتنفيس صالحان فى السين وفى سوف جميعاً عند البصرين مع أنهما يكونان نسبيين فقد يعد الزمان طويلا باعتبار ما تحته وعكسه ويعارض، وتأْخير الاستغفار من النهار إِلى الليل يعظم كأَنه زمان طويل فى شأْن من نصحت توبته ورغبته فكيف من يوم إِلى يومين، ويقال: صلى سحراً ورفع يديه وقال: اللهم اغفر لى جزعى على يوسف وقلة صبرى عنه، واغفر لأَولادى ما أَتوا إِلى وإِلى أَخيهم يوسف فأَوحى الله إِليه أَنى قد غفرت لك ولهم أَجمعين، وعن وهب: استغفر لهم كل ليلة جمعة أَربعا وعشرين سنة، وعن طاووس: استغفر لهم ليلة جمعة كانت ليلة عاشوراءَ، ويقال: استقبل القبلة أَى الكعبة لا بيت المقدس على الراجح أَو إِياهما بأَن جعله بينه وبين الكعبة قائماً يدعو يوسف خلفه مؤَمنا وهم خلف يوسف مؤَمِّنين أَذلاءَ خاشعين، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: إن الله قد أجاب دعوتك فى ولدك، ولم يصح أنه زاد على ذلك أنه جعلهم أنبياءَ، بعد ذلك توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والأَكابر لتلقيهم، وخرج يعقوب بأَهله أَجمعين وساروا حتى بلغوا يوسف يوم عاشوراءَ.