الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰبُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

{ قَالَ يا بُنَىَّ } صغره لصغر سنه كما مر، أو للترحم أَو لهما { لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلىَ إِخْوَتِك فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً } يحتالون فى إِهلاكك، ولذا عدى باللام كما يتعدى بها يحتال، وإِلا فكاد متعدى كما قال عز جل: " فيكيدون " وقد فعلوا كبائِرِ فى شأْن يوسف، والنبى لا يفعل كيبرة ولا صغيرة قبل النبوة ولا بعدها فالحق أَنهم ليسوا أَنبياءَ، ويناسبه أَنه لم يذكر فى القرآن أَن أَهل مصر، جاءَهم نبى قبل موسى غير يوسف وهم ماتوا فى مصر { إِنَّ الْشَيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة أَو مظهرها، ولم يبال اتكالا على قوته، وإخوتك عارفون بتأويل رؤياك، فتميل أَنفسهم مع وسواس الشياطين لهم إِلى إِهلاكك، وقد رأَيت أَيضا قبل هذه الرؤيا ما يحسدونك به إِذ رأى وهو ابن سبع سنين أَو إِحدى عشرة عصا طويلة مركوزة فى الأَرض كدائرة فإِذا عصا صغيرة وثبت عليها فبلعتْها فذكر ذلك لأَبيه وقال: إِياك أَن تذكرها لإِخوتك، ومع ذلك علموا بها، وقال له: النجوم إِخوتك والشمس أُمك والقمر أَبُوك، وهذا مناسب لذكورة القمر وأُنوثة الشمس، ولو كان الأَب أَقوى من الأُم والشمس أَقوى، وذلك قول ابن جريج، وقال السدى: الشمس أبوه والقمر خالته لأَنه أُمه راحيل ماتت أَى فى نفاس بنيامين، وقال قتادة: الشمس أَبوه والقمر أُمه، وفيه مراعاة لقوة الأَب على الأُم ومخالفة فى الذكورة والأُنوثة، ووجهه أَنه نبى رسول فنوره الشرعى أَقوى، وأَكثر المفسرين أَن الشمس خالته والقمر أَبوه وأَن أُمه ماتت فى نفاس بنيامين، وقيل: إِن الله - عز وجل - أَحياها بعد موتها حتى تسجد ليوسف تحقيقا لرؤياه، وفى الحديث: " الرؤيا ثلاث، حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله الرحمن الرحيم " ، والصحيح أَن الشمس خالته، وقال الحسن: إِن المراد أُمه وأَنها لم تمت.