الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِيۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }

{ قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ } يحزننى ذهابكم به عنى لشدة حبه، فلا أَقدر على فراقه { وأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ } لصغره ولو كان بان اثنتى عشرة سنة،أَو لكبر ذئاب تاك الأَرض وشدتها، وكانت أَرضاً كثيرة الذئَاب، أَو أَراد بالذئْب الذئَاب، وقيل: قال ذلك لأَنه عليه السلام رأَى فى النوم ذئْباً يشد على يوسف، ويوسف يأْخذ حذره منه، ويقال: إِنه عليه اسلام رأَى فى نومه أَنه على ذروة جبل ويوسف فى بطن الوادى فإِذا عشرة ذئَاب تريد أًكله، ودفع عنه واحد فاتسعت الأَرض فتوارى فيها ثلاثة، قلنا: كأَنهن أَيامه فى الجب، والذئَاب إِخوته، ومعنى إِحزان الذهاب به له أَن ذكرهم به أًحزننى فى الحال، تصوره قبل تحقق الذهاب، فالمضارع للحال كما هو مقتضى لام الابتداءَ الداخلة فى خبر إِن؛ لكن لا نسلم أَن تلك اللام للحال لزوماً، بل تجوز للحال والاستقبال، فمن الاستقبال قوله تعالى:وإِن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة } [النحل: 124] وكذا أَخاف من الآن أَن يأْكله الذئْب إِن ذهبتم به، وأَقرب من ذلك أَنكم إِذا ذهبتم به حزنت لا الآن { وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ } فى شغلكم كائِنا ما كان، لأَنه لم يذكرهم بالارتعاءِ واللعب بل ذكر بهما يوسف، وفى الواقع فى زعمهم اشتغالهم بالاستباق كما ذكر بعْد، نعم يقرب أَن يقدر يرتع ويلعب معنا، أَو غافلون لقلة اهتمامكم به.