الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى } أَى الدعوة إِلى توحيد الله عز وجل، يدل لهذه الإِشارة قوله:وما أَكثر الناس ولو حرصت بمؤْمنين } [يوسف: 103] فإِنه حريص على توحيدهم بإِجهاد نفسه فى الدعاءِ إِليه، ومن قوله:وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } [يوسف: 104] فإِنه دعاء للتوحيد وزجر عن الإِشراك، إِذ عاب عليهم الإِشراك، وفسر الإِشارة بقوله: { أَدْعُو إِلَى اللهِ } إِلى توحيده، من شأنى ذلك الدعاءُ، أَو يقدر الناس إليه؛ والعلم بالله خلاصة الدين، والعمل متفرع على العلم بوحدة الله، أَو أَدعو إلى عبادته، وعبادته تستلزم العلم به { عَلَى بَصيرةٍ } تمييز بين الحق والباطل أَو حجة واضحة { أَنا ومَنِ اتَّبعَنِى } فى الإيمان، العطف على ضمير أَدعوا وعلى بصيرة خبر لأَنا { ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ ومَا أَرْسلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِى إِلَيْهِمْ } رد لقولهم أن الرسول لا يكون بشرا بل ملكاًلو شاءَ ربنا لأَنزل ملائكة } [فصلت: 14] { مِنْ أَهْلِ الْقُرَى } لا من أَهل البدو لجهلهم وجفائِهم كما لم يرسل من النساءِ لنقصهن { أَفَلَمْ يَسْيرُوا } أَى أَهل مكة { فى الأَرض فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِِمْ } من إِهلاكهم لتكذيبهم بالرسل والآيات { وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ } دار المنزلة الآخرة أَو الحياة الآخرة ودارهما الجنة، أَو لدار هى الدار الآخرة { لِلَّذِينَ اتَّقَوْا } تركوا الشرك، والخير ضد الشر أَو أَفضل، وخرج عن التفضيل إِذ لا فضل كأَنه قيل حسنة وغيرها قبيح، أَو أَحسن من الدنيا على اعتبارها ما فى الدنيا من الحسن { أَفَلاَ تعْقِلُونَ } أَن هذا خير خطاب بعد غيبة.