الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ }

{ وَيَا قَومِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ } جرم بمعنى أَكسب يتعدى لمفعولين الأَول الكاف { شِقَاقِى } فاعل يجرم مصدر شاق بفتح القاف مشددة بمعنى مخالفة مضاف لمفعوله أَى شقاقكم إِياى واللفظ نهى للسبب الملزوم والمراد نهى صاحبه، ولا يقال نهى غير العاقل ليعلم بالأَولى نهى العاقل لأَنا نقول إِنما يتم ذلك لو كان لغير العاقل إِحساس بأَن يكون حيوانا والثانى هو قوله { أَنْ يُصِيبَكُم } أَى لا يصيرنكم مشاقتى كاسبين إِصابتكم بنصب إِصابة { مَّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } من الغرق { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } من الريح { أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ } من الصيحة والرجفة { وما قَوْمُ لُوطٍ مِّنْكُمْ } منازل قوم لوط أَو زمان هلاكهم وما هو قريب زمانا أَشد وعظا { بِبَعِيدٍ } أفرد لأنه بوزن المصدر من الفعل الثلاثى المفتوح كالصهيل والدبيب، أَو مراعاة للفظ قوم أَو بشىءٍ بعيد، أَو ما إِهلاك قوم لوط ببعيد إِن لم تعتبروا بمن قدم عهدا أَو مكانا، فاعتبروا بمن قرب مرأَى، والباءُ زائدة وما هم فى مكان بعيد أَو زمان بعيد فهى ظرفية فانظر ما مر فإِنه مثله، فاعتبروا بهم إِذ ترون فى أَسفاركم بقية آثارهم أَو أَرضهم المقلوبة بأَن يتواتر إِليكم أَن هذه الأرض باطن أَرضهم المقلوبة، ويجوز أَن يكون ما كفر قوم لوط ومساوئِهم ببعيد منكم، فإِن كفركم مثل كفرهم، ولو زادوا بالفحش أَو ما هم ببعيد منكم فى الكفر والمساوىءِ فإِن لم تكونوا قوم لوط بعينهم فما قوم لوط منكم ببعيد.